أين سنة الرسول وماذا فعلوا بها ؟ - أحمد حسين يعقوب ص 86 :
الرسول يخلع على من سيخلفه كل الألقاب المعروفة للرئاسة العامة
رأينا أن الرسول عندما جهر بالدعوة لأول مرة ، أعلن أمام عشيرته الأقربين بأن علي بن أبي طالب ( هو أخوه ووصيه والخليفة من بعده ) وكلف الحاضرين ( أن يسمعوا له ويطيعوا ) ( 5 ) .
السيد : وأعلن رسول الله بأمر من ربه بأن علي بن أبي طالب هو سيد العرب ( 6 ) ، وعندما قيل للرسول ألست سيد العرب ؟ قال الرسول : ( أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب ) ( 7 ) .
( 5 ) وثقنا ذلك .
( 6 ) المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 124 ، وحلية الأولياء ج 1 ص 163 ، وكنز العمال ج 6 ص 157 ، وقال أخرجه الحاكم والدارقطني ج 6 ص 157 ، وقال أخرجه الطبراني ، والرياض النضرة للطبري ج 3 ص 177 .
( 7 ) المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 124 ، وحلية الأولياء ج 1 ص 163 وج 5 ص 38 ، وكنز العمال =>
- ص 86 -
أو قال الرسول : ( أنا سيد العالمين وعلي سيد العرب ) ( 1 )
وبأمر من ربه أعلن رسول الله قائلا : ( أوحى الله إلي في علي ثلاثا . . . وإماما للمتقين وقائدا للغر المحجلين ، وسيدا للمؤمنين ) ( 2 ) .
كان النبي جالسا وعنده أصحابه حافين به إذ دخل علي بن أبي طالب فقال له النبي أمامهم : ( أنت عبقريهم ) ، قال الراوي أي سيدهم ، قال الفيروز آبادي في القاموس : ( العبقري الكامل من كل شئ ، والسيد الذي ليس فوقه شئ ) ( 3 )
وإمعانا من النبي الأكرم بالبيان قال النبي لعلي أمام الصحابة الكرام : ( أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ، حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله ، وعدوك عدوي ، وعدوي عدو الله ، والويل لمن أبغضك بعدي ) ( 4 ) ، وقال الرسول لفاطمة : ( زوجك سيدا في الدنيا والآخرة ) ( 5 ) ، وقال النبي لعلي أمام الصحابة : ( يا علي أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ) ( 6 ) .
علم الإمام : قال النبي لأصحابه : ( أنا مدينة العلم وعلي بابها ، ومن أراد العلم فليأت الباب ( 7 ) ، وقال لهم مرة أخرى : ( أنا مدينة الحكمة وعلي
=> ج 6 ص 400 ، ومجمع الزوائد ج 9 ص 116 ، وقال أخرجه الطبراني .
( 1 ) الصواعق المحرقة ص 73 وقال رواه البيهقي .
( 2 ) مجمع الزوائد ج 9 ص 121 وقال رواه الطبراني في الصغير .
( 3 ) تاريخ بغداد ج 8 ص 437 ، وفضائل الخمسة ج 2 ص 109 .
( 4 ) المستدرك للحاكم ج 3 ص 127 وقال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وتاريخ بغداد ج 4 ص 41 بخمس طرق ، وذكره أبو جعفر في تهذيب التهذيب مختصر ج 1 ص 12 ، والرياض النضرة للطبري ج 2 ص 73 ، والمرقاة لعلي بن سلطان ج 5 ص 573 ، وقالوا جميعا أخرجه ابن حنبل في المناقب .
( 5 ) حلية الأولياء ج 5 ص 59 ، وتاريخ بغداد لأبي نعيم ج 4 ص 128 .
( 6 ) كنوز الحقائق للمناوي ص 188 وقال أخرجه الديلمي .
( 7 ) راجع ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 464 ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص 170 ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 43 ، والاستيعاب بهامش الإصابة ج 3 ص 38 ، والميزان للذهبي ج 1 ص 415 ، والجامع الصغير للسيوطي ج 1 ص 93 ، وشرح النهج ج 7 ص 219 . ( * ) .
- ص 87 -
بابها ( 1 ) .
وقال النبي يوما لأصحابه : ( علي باب علمي ومبين من بعدي لأمتي ما أرسلت به حبه إيمان ، وبغضه نفاق ) ( 2 ) .
وقال النبي لعلي أمام الصحابة : ( أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي ) ( 3 ) .
قال أحمد بن حنبل : ( ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل ما جاء لعلي ) ( 4 ) .
الأفضل : وقال النبي يوما لأصحابه : ( إن هذا - يعني عليا - أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر وهذا فاروق الأمة ) ( 5 )
وقال الرسول لأصحابه يوما : ( إن عليا خير البشر فمن افترى فقد كفر ) ( 6 )
وقال : ( علي خير البشر من شك فيه كفر ) ( 7 )
وقال الرسول مخاطبا فاطمة : ( زوجتك خير أمتي . . ) ( 8 )
وكان الصحابة الصادقون يرسلون كل ذلك إرسال المسلمات ( 9 ) .
( 1 ) صحيح الترمذي ج 1 ص 301 ، وحلية الأولياء ج 1 ص 93 ، ومناقب علي لابن المغازلي ص 87 ، وذخائر العقبى للطبري ص 77 ، والصواعق لابن حجر ص 120 ، والجامع الصغير للسيوطي ج 1 ص 93 .
( 2 ) الغدير للأميني ج 3 ص 96 ، وفتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ص 18 .
( 3 ) ترجمة علي من تاريخ دمشق لابن عساكر ج 2 ص 88 ح 1008 و 1009 ، ومقتل الحسين للخوارزمي ج 1 ص 86 ، والمناقب للخوارزمي ص 236 ، وينابيع المودة للقندوزي ص 182 .
( 4 ) أخرجه الحاكم في مستدركه ولم يتعقبه الذهبي .
( 5 ) تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الإمام علي ج 1 ص 76 وص 121 ، ومجمع الزوائد ج 2 ص 102 وكفاية الطالب ص 187 ، والاستيعاب بهامش الإصابة ج 4 ص 170 ، وأسد الغابة ج 5 ص 287 ، وميزان الاعتدال للذهبي ج 2 ص 417 ، وخصائص النسائي ص 3 ، وتاريخ الطبري ج 2 ص 256 ، والإصابة لابن حجر ج 7 قسم 1 ص 197 ، وكنز العمال ج 6 ص 405 وج 6 ص 152 ، وفيض القدير ج 4 ص 238 .
( 6 ) تاريخ بغداد ج 7 ص 421 وج 3 ص 19 .
( 7 ) كنوز الحقائق للمناوي ص 92 وقال أخرجه أبو يعلى .
( 8 ) كنز العمال ج 6 ص 298 ، وقد أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق .
( 9 ) راجع مجمع الزوائد ج 9 ص 116 وقال رواه الطبراني في الأوسط . ( * )
- ص 88 -
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأصحابه ذات يوم : ( النظر إلى وجه علي عبادة ) ( 1 ) .
المنذر والهاد : وقال الرسول لأصحابه يوما من الأيام : ( أنا المنذر وعلي الهاد ، وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي ) ( 2 ) .
الولاية : قال الرسول أمام الصحابة لأناس اشتكوا من علي : ( ما تريدون من علي ما تريدون من علي ؟ ما تريدون من علي ؟ علي مني وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن من بعدي ) ( 3 ) .
بعث الرسول بعثين إلى اليمن . . . فالتقى البعثان في بني زيد من اليمن فقاتل المسلمون وانتصروا واصطفى علي لنفسه جارية ، فاتفقت مجموعة من المسلمين على أن تكتب للنبي بذلك ، ودفعت الكتب إلى رسول الله ، ولما قرئت عليه غضب ، فاعتذر حامل الكتب فقال له الرسول أمام أصحابه : ( لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي ) ( 4 ) .
أخبر رجل رسول الله بما كلفه به خالد بن الوليد ، فخرج الرسول مغضبا وقال : ( ما بال أقوام ينقصون عليا ، من تنقص عليا فقد تنقصني ،
( 1 ) المستدرك على الصحيحين للحاكم ج 3 ص 141 وقال هذا حديث صحيح الإسناد ، حلية الأولياء ج 5 ص 58 ، مجمع الزوائد ج 9 ص 119 ، وقال رواه الطبراني وتاريخ بغداد ج 2 ص 52 ، وكنز العمال ج 6 ص 152 ، وفيض القدير للمناوي وقال أخرجه الطبراني والحاكم ، والإصابة لابن حجر ج 2 ف 1 ص 183 .
( 2 ) تاريخ دمشق لابن عساكر ترجمة الإمام علي ج 2 ص 417 ، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ، تفسير الطبري ج 13 ص 108 ، وتفسير ابن كثير ج 2 ص 502 ، وتفسير الشوكاني ج 3 ص 70 ، وتفسير الرازي ج 5 ص 271 ، والمستدرك للحاكم ج 3 ص 129 - 130 ، والدر المنثور للسيوطي ج 4 ص 45 .
( 3 ) راجع صحيح الترمذي ج 2 ص 297 ومسند أحمد بن حنبل ج 4 ص 437 ، ومسند أبي داود الطيالسي ج 3 ص 111 ، وحلية الأولياء ج 6 ص 294 ، وخصائص أمير المؤمنين للنسائي ص 19 و 23 ، والرياض النضرة للطبري ج 2 ص 171 وقال أخرجه الترمذي وأبو حاتم وأحمد ، وكنز العمال ج 6 ص 154 وقال أخرجه ابن أبي شيبة وفي ص 399 قال أخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير وصححه .
( 4 ) مسند الإمام أحمد ج 5 ص 356 ، ورواه النسائي في الخصائص مع اختلاف يسير ص 24 ، ومجمع =>
- ص 89 -
ومن فارق عليا فقد فارقني ، إن عليا مني وأنا منه ، خلق من طينتي ، وخلقت من طينة إبراهيم ، وأنا أفضل من إبراهيم ، ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ 34 ) يا بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ وأنه وليكم بعدي ) ( 1 ) .
قال الرسول لعلي أمام الصحابة : ( سألت ربي فيك خمسا . . . وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي ) ( 2 ) .
قال الرسول في اجتماع الدار الذي أشرنا إليه : ( أخي ووصيي وصاحبي ووليكم من بعدي ) ( 3 ) .
احتج ابن عباس يوما بعد وفاة الرسول فقال : أف وتف وقعوا في رجل له عشر . . . إلى أن قال : وقال له رسول الله : ( أنت ولي كل مؤمن من بعدي ) ( 4 ) .
واشتكى رجل إلى رسول الله قائلا : رأيت كذا وكذا من علي فقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي ) ( 5 ) . آية الولاية : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ
=> الزوائد ج 9 ص 127 وقال رواه أحمد والبزار باختصار ، وكنز العمال ج 6 ص 155 وقال أخرجه الديلمي ، وكنوز الحقائق للمناوي ص 186 وقال أخرجه الديلمي .
( 1 ) مجمع الزوائد ج 9 ص 128 ومسند أبي داود ج 11 ص 360 وفيه أن رسول الله قال لعلي : ( أنت ولي كل مؤمن من بعدي ) ، قال الهيثمي في مجمعه رواه الطبراني في الأوسط .
( 2 ) تاريخ بغداد ج 4 ص 339 ، وكنز العمال ج 6 ص 396 ، وقال أخرجه ابن الجوزي وفي ج 6 ص 159 قال : أخرجه الخطيب والرافعي .
( 3 ) كنز العمال ج 6 ص 401 وقال أخرجه الديلمي .
( 4 ) الرياض النضرة للطبري ج 2 ص 203 ، ومجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 99 وقال أخرجه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط .
( 5 ) أسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 24 ، وفيض القدير للمناوي ص 357 وقال أخرجه الطبراني ومجمع الزوائد ج 9 ص 109 وقال رواه البخاري ، والإصابة لابن حجر ج 6 ف 1 ص 325 . ( * )
- ص 90 -
الْغَالِبُونَ ) ( 1 )
قال أبو ذر : إن سائلا سأل في المسجد ، فلم يعطه أحد شيئا ، وكان علي راكعا ، فأومأ للسائل بخنصره اليمنى وكان فيها خاتم ، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى من رسول الله فدعا رسول الله ربه بالدعاء الذي دعا فيه موسى ربه إلى أن قال : ( واجعل لي وزيرا من أهلي عليا ، اشدد به ظهري . . . قال أبو ذر فوالله ما أتم رسول الله الدعاء حتى نزل جبريل بآية الولاية ، فالمقصود من الذين آمنوا ( عليا ) ( 2 ) واستعمل بصيغة الجمع للتفخيم